للشاعر المصري خالد مشالي

سيدةُ العينِ والدمعِ

بكيتُ

فقالتْ للدمعِ
أنا سيدةُ الماءِ والعينِ
حرَّرتكَ مِنْ الكبرياءِ والعندِ
اسكُنْ منديلي .. واسترخى
منديلي مملوءٌ بالفرحةِ
مرسومٌ بهِ عندليبٌ يَتَغَنَّى بِالقُرْبِ
يغني لكَ يادمعٌ
في الكبرياءِ قيدٌ للحبِ
وأموتُ عشقًا في الرجلِ الطَّفلِ
مَنْ يتنهدُ ليلاً بالسَّهرِ
ويغمضُ عينيهِ عن وجهِ الصَّبرِ
عَلَّمَهُ يادمعُ بكاءَ التَّلَهُّفِ
التخاطبَ بالنظرِ
ومضغَ البسمةِ من الفمِ
قلُ لهُ إني أحبُ فيهِ الدمعَ
ونهنهةَ بكاءِ الشوقِ
ياقدرٌ يتقلبُ في المهدِ
في فجري أهدهدُ لكَ الجرحَ
أهديكَ سربَ النورِ في الصبحِ
أمامَ البيتِ نَثَرْتُ الماءَ
ليبتسمَ النسيمُ
من جوفِ الحَّرَّ
اجلسْ ياقلبي
على بابِ قلبي
واشربْ من فمي شايَ العصرِ
حانَ وقتُ القيلولةِ
اغفُ بينَ ذراعي
أرهقك السهرُ
نمتَ كثيرًا
هَيَّا استيقظْ
غابتَ الشمسُ
تاركةَ الليلَ للنجوى
وشكوى قلبِكَ لقلبي
.......
يا سيدةَ العينِ والدمعِ
أنتظرُ على أريكةِ الحلمِ
دورانُ وجهِكِ حولَ الشمسِ
نيلةُ الجَسَدِ
أنا أكبرُ أطفالِ الحلمِ
ودموعُ القمحِ
فتيلُ المصباحِ الزيتي
يحترقُ يَسْوَدُّ منهُ الوجهُ
أسفلهُ أبيضُ القلبِ
وزيتي ووهجي
أنتِ عذراءُ الأرضِ
ميساءُ الشمسِ
تعلمْتُ الاختباءَ فيكِ
مِنْ مخبرِ القِسْمِ
مِنْ الدائنِ
الواقفُ على أبوابِ الفقرِ
استرحُ فيكِ مِنْ تعبي
أسترحُ
مابينَ التقاءِ الدمعِ على الخَدَّ
متعبٌ أنا من رحلةِ العمرِ
ودوارِ البحرِ
لفظَ خيبتَهُ في وجهي
فقتلَ الملحُ أنفاسَ الحَلْقِ
مقذوفٌ أنا في جزرِ الوجعِ
حوتُ الحِرمانِ يلتهمُ سخاءَ يديكِ
لكني أمضي
أجمعُ رمانَ البسمةِ مِنْ خَدَّيكِ
أتلحفُ مِنْ بردي بظلكِ
أستندُ بشعاعٍ قادمٍ مِنْ عينيكِ
في الخاطرِ أجالسُ طيفَكِ
أعانقُ شبحَكِ في الليلِ
أقتفي أثرَ نبضِكِ
ليس لي أرضٌ غيرَ قلبكِ
ياقمحةَ العمرِ
مريضٌ بحبكِ
وشفائي منكِ
أن أمرضَ بكِ